باقة ورد

11:15 ص Unknown 0 تعليقات

غريب هو .... جميل وهو يُنحت على ملامح القلب يوما بعد يوم ، ليضيء منا غرف الروح وكهف الفؤاد.
أتعلمين؟
كنتُ أقلب صورنا مع بعض..أقصد رُوح أحرفنا لبعض ، رسائلك إلي، تلك المُحَبَّرة من الوريد إلى الوريد .
وقفت طويلا عندها هذا المساء..تماما كما في مرّتي الأولى ..كتبت لي ليلتها في عتاب رقيق جدا:
( جميل أن يخصّك أحدهم بأشياء دون الآخرين ، فقط ليثبت لك أنك بالنسبة إليه شيء مختلف ، ذهبت لتنامي ولم تتكلمي لذا سأقول :
تصبحين على خير.)

صدّقيني ، لا أحبها كلمة "شيء" حين تعبر عن "إنسان" ، لم تكوني يوما شيئا ، كنت أكبر من شيء ...كنتِ جافة في حق نفسك . وكنتُ أنا في قارة أخرى أذوب في خجلي منك.
**
تذكرين ..؟
حِين قلتُ لك :
(- أرغب في أن نتخاصم .)
أذكر جيدا كيف ثارت مشاعرك لتسأليني:
(- هل أنتِ بخير؟)
لاأظن أنني اكتفيت بالرغبة فقط بعدها ، كان أمرا يستحق التنفيذ.. ولاحقا حينَ سألتني:
(- طيب، لماذا؟)
أجبتك:
(- لكي نتصالح .)
(- إلهي ، كم أنتِ مجنونة!)
هكذا علّقت .. وهكذا تصالحنا فعلا.

**
تذكرينها ربما، الدقيقة العاشرة قبل تمام السادسة ... السادسة صباحا بتوقيت الجزائر. كانت المرة الأولى التي أكتب فيها رسالة لأحدهم في ذلك الوقت . بالمناسبة ليس ثمة أحد سواك ..فرسائلي البخيلة جدا لم تعد تكتب إلا إليك . استيقظت صبيحتها على نحيب كتم أنفاسي ..كم ترجيته أن لايكون سوى حلم مزعج سرعان ماينتهي . لكنه طال ...طال كثيرا ، وطال معه بكائي واختناقي.. فتحت عيْنَيَ بعد معاناة طويلة ومرهقة ..كنت بحاجة لأن أقرص خدي ..لكي أصدّق انتهاء كابوسي المؤلم ، كنت في أوج حاجتي لمعانقة الهواء المحبوس في غرفتي ، ولم أجد من بد سوى أن أكتب إليك :
(- جميلة هي الحياة بك، صدّقيني جميلة.)
عادة ، لاأكتب إليك مثل هذه العبارات ، لاأحبّها مني كأسلوب مباشر .
ولا أقول بعد هذا بأني ندمت بعدما أرسلتها ، ففي تلك اللحظة كنت اقصدها كما لفظتها تماما. لكن تخيلي لطريقة تلقيك لها على الجانب الآخر ، تخيلي الذي كان مدركا بأنك ستقرئينها في المرة الاولى بقهقهة صاخبة لتتأمليها لاحقا بقهقهة صامتة .. هو الذي أحرجني كثيرا .

**
- لماذا لاتردين على اتصالي؟
لا أحصيها عدد المرات التي كرّرت فيها تلك الرسالة.
وصادقة أقولها:
- لاأدري لمَ مازلت متمسكة بشيء يسمى "هاتف"...ذلك المرهق من وضع الصمت الذي سلّطته عليه منذ زمن بعيد .
فقط ،
ربما...
أو
ربما فقط ، نسيت أن أخبرك بأنني ومنذ سنوات طوال لم أقتنِ ساعة يد لي .. اقتناها هاتفي لي ، فامتننتُ له كثيرا واكتفيت به ، احتفظت به كساعة وأظنني بدأت أحتفظ به ككتاب... ولاأدري..لاأدري متى سأحتفظ به كهاتف؟.

**
بداية يومي ، حين أتلقاها منك:
(-صباح الخير على أحلى فراشة.)
ختامه حين يكون:
(- تُصبحين على خير حبيبتي )

أجمع الخَيريْن ..ادعوهما لك .

وَ.......
وأحلّق.

**

باقة ورد
#نُجُود_عَبْد_الرَّحْمَن


0 التعليقات: